مقال: ‘ لقد فشلت، ارحل! كتاب مفتوح لرئيس الحكومة نتنياهو‘
بداية، أود أن أوضّح أنى مواطن يقوم بكل واجباته، وله انتماء وولاء لبلاده، ويدعم كل المساعي بغية التوصل إلى تحقيق السلم والسلام لكافة شعوب العالم وتحديدا مطقتنا.

معين ابو عبيد - صورة شخصية
وأعترف، أني فكرت مطولا وعميقا وترددت كثيرا قبل أن أخط هذه السطور، نظرا لحساسيتها وتحديدا في هذه الظروف المقلقة والمركبة، إلّا أن حقيقة كون كتاباتي النقدية مبنية على وقائع وحقائق وبكل مهنية، مصداقية وشفافية وهادفة إلى الإصلاح والتوعية واستخلاص العبر، دفعتني أن أكتب ما يجول في خاطري، ولشعوري وقلقي واستيائي الشديد مما تشهده بلادنا من قلق، فوضى، تردٍّ، معاناة، بحيث تجاوزت كل الخطوط الحمراء ودقّ ناقوس الخطر ونحن على مفترق طرق لا نهتدي للجهة التي توصلنا إلى بر الأمان!
سيادة الرئيس
لا أحد يستطيع أن ينكر دورك وبصماتك، ورصيدك خلال العقد الأخير والذي شهدت خلاله البلاد تحسنًا ملحوظًا على الوضع الاقتصادي والأمني وتوثيق العلاقات مع عدد كبير من قادة دول العالم، لكن اسمح لي أن أقول لك كان هذا حتّى السّبت الأسود من أكتوبر الماضي، أكتوبر الدّمار والتسونامي الذي محى تاريخك الحافل لوضعك البلاد في مأزق دون مخرج وفرض معادلات مركبة معقدة مبهمة وواقع جديد لا يبشر خيرا، ويتطلب، على الفور، وضع خطط إستراتيجية ودراسة المشهد والحلبة السياسية بكل مسؤولية بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة واللجوء إلى لغة الحوار وحتى خروج الدخان الأبيض، والخروج من هذا المأزق لما فيه مصلحة المنطقة، وعليه رأيي المتواضع لا يختلف عن آراء ورغبة نسبة ليست بقليلة من مواطني الدولة، عربا ويهودا، من مختلف الأحزاب السياسية،يناشدونك قائلين: رفقا بالبلاد والعباد! عليك الاستقالة والرحيل اليوم قبل الغد دون أي قيد أو شرط، ربما ننقذ البلاد من البلاء القادم، فيكفينا مصائب وويلات دمارًا وتشريدًا.
وأنا أسألك: كيف تستطيع أن تنام الليل الطويل بعد أن تركت المخطوفين والمخطوفات ينزفون في أرض المعركة يعانون، يهانون، لا يعرفون ليلهم من نهارهم، وصرخاتهم وذويهم تملأ الأجواء والأرجاء؟! هل كل هذا من أجل مصالحك الشخصية الضيقة وتمسكك بالمنصب والهروب من تقديمك للمحاكمة والتي يعرفها الداني والقاصي؟
والسؤال الذي يطرح نفسه والذي وجه لحضرتك مرارا من قبل الكثيرين شخصيا وعبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، كيف كنت تتصرف لو كان ابنك أو بنتك من بين المخطوفين وطبعا كعادتك تهربت؟!
بنيامين نتنياهو لم يعد أحد يناديك ويلقبك بيبي ...
بفرضك هذا الواقع والسيناريو باعتبارك شخصية سياسية حكيمه قديرة إذا أرادت فعلت
وخلقت أجواء قاسية وشقاقًا بين كل فئات وأطياف المجتمع الذي أفقدته ثقته بك وبنفسه، أمنه واستقراره وأعز ما يملك ، وما يزيد الطين بله والمصيبة أنك تتصرف وكأنه لم يحدث شيء والأمور تجري بصورة طبيعية ونحن في ألف نعمة "نقمة"!!
سيادة الرئيس، يؤسفني يقلقني يؤلمني ويخيفني أن تصل وتوصلنا لأن نعيش في مسرحية مقيتة ملها الجميع وتتكرر مشاهدها ولا نرى وللأسف بوادر إسدال الستارة عليها وعليه لا أحد يصدقك بعد اليوم، لقد فقدت شرعيتك حتى ضحكتك مصطنعة خبيثة!!
لطفا، ارحل، ارحل ..
من هنا وهناك
-
‘المسيحيون العرب في إسرائيل: قراءة هادئة في هوية تبحث عن شراكة عادلة‘ - بقلم : منير قبطي
-
‘الشخير الحاد وانقطاع التنفس الانسدادي‘ - بقلم : د. ناصر عزمي الخياط
-
القيادة الحقيقية.. ثقة ووضوح ودالة متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي ولا العيش في ‘الظل‘
-
‘العنف… حين يختنق المجتمع بصمته ومسؤوليتنا أن نعيد للناس حقهم في الأمان‘ - بقلم: رانية مرجية
-
عمر عقول من الناصرة يكتب: الى اين انتم ماضون بنا؟
-
مقال: ميزانية اسرائيل 2026.. اسرائيل تنتقل من الليبرالية العلمانية الى الدكتاتورية التلمودية! - بقلم: د. سهيل دياب
-
مقال: عملية ‘الأحجار الخمسة‘: دلالات العدوان على طوباس كمقدمة لإعادة تشكيل الضفة الغربية - بقلم : د. عمر رحال
-
‘ بين الواقعية السياسية ووحدة الموقف: اختبار الإرادة الفلسطينية ‘ - بقلم: محمد علوش
-
‘التهجير الصامت : الاحتلال يبتكر أساليب جديدة لتهجير الغزيين‘ - بقلم: د. حسين الديك
-
مقال: بين السلاح وإعادة الإعمار: الغزيون يطالبون بالحياة أولاً - بقلم: الصحافية لارا احمد





أرسل خبرا