مقال : ‘الخوف والحيرة الامريكية بعد قتل وجرح جنودها‘ - بقلم : اسعد عبدالله عبدالله
منذ أيام والتصريحات الامريكية باعلى مستوياتها بين الحيرة والقلق والخوف, بعد الضربة الشديدة التي وجهتها المقاومة الاسلامية, في العملية التي استهدفت قواعد أميركية

الكاتب اسعد عبدالله عبدالله - صورة شخصية
في الأردن, حيث اصيب بعض القادة الامريكان بحالة من الهستريا, فكانت التصريحات عن رد امريكي مرتقب ويكون ساحق وشديد جدا, لكن على من؟ هنا تكمن الحيرة الامريكية, فبعضهم دعى لضرب ايران, والبعض الاخر دعى لضرب العراق, وآخرون دعوا لضرب سوريا, والمضحك ان بعضهم دعى لضرب اليمن! مع ضغوطات داخلية امريكية كبيرة جدا تدفع لحفظ كرامة امريكا بعد ان هدرت على يد المقاومة الاسلامية, حيث أنّ الرأي العام الأميركي وأصحاب النفوذ الأميركيون حسّاسون جدا اتجاه قتل الجنود، خاصة في الشرق الأوسط.
وهنا نتناول اسباب المخاوف الامريكية, ومكمن الحيرة, والمؤكد ان امرا ما سيحدث في الساعات المقبلة.
• استبعاد مهاجمة إيران
على الرغم من ميل الجمهوريين لضرب ايران باعتبارها سبب ما يحصل للقواعد الامريكية في العراق وسوريا والاردن, لكنه امر مستبعد, لأنّ اي هجوم يطال الداخل الإيراني سيؤدي حتما إلى رد إيراني كبير، مما يعني توسع جغرافيا الحرب الحالية, ويعني ايضا انهم بفعلهم هذا (ضرب ايران) قد جعلوا من منطقة الخليج غير آمنة, وهو ما يتقاطع مع مصالحهم الاقتصادية الكبيرة في المنطقة.
لكن يمكن ان نقرا ما يريده النخبة الامريكية بعيدا عن التصريحات المتوترة, حيث ان هنالك عدم وجود رغبة للرأي العام في أمريكا بحدوث حرب جديدة, بعد التجربة المريرة في أفغانستان والعراق, وما خلفته من مشاكل عميقة داخل المجتمع الامريكي, وهي تدعوا ان لا يكون هناك توتر بعد الهجوم, وان على واشنطن ان لا تدخل الحرب.
• قلق وترقب امريكي
اصعب سؤال وجه للأمريكان هو : كيف ستردون على هجوم الاردن؟ حيث لا يجدون ما يجيبون فيه, فمنذ بداية الحرب في غزة (7 تشرين الأول-2023) والهجمات تتصاعد ضد المواقع الأميركية في سوريا والعراق، ردا على الدعم الأمريكي الكبير للكيان الصهيوني في قتل اهل غزة, وكان البيت الأبيض على مفترق طرق، فإذا لم يردّ سيعتبر ذلك ضعفًا, وسيؤدي تدريجياً إلى تآكل قوة الردع الأميركية، وإذا رد بشكل مباشر، سيتعيّن عليه أن يتعامل مع خطر انتشار الصراع في المنطقة، وهو ما لا تريده واشنطن.
والواضح انه بعد هجوم الاردن قامت أمريكا بتوجيه الاتهام الرسمي الامريكي الى فصائل المقاومة والمدعومة من ايران, اي ان امريكا استبعدت مسؤولية ايران عبر هذا الاتهام, مما يبعد فرضية ضرب ايران, نعم هنالك احتمال كبير بهجوم أمريكي انتقامي شديد ضد حلفاء إيران في سوريا والعراق.
• تشابه السلوك الأمريكي الصهيوني
امريكا وقعة بصدمة تشبه صدمة الكيان الصهيوني بعد الهجوم الصاروخي (للأحمق صدام) في عام 1991 على الارض المغتصبة, مع انها كانت ضربة اعلامية فقط, من دون اي اضرار للكيان الصهيوني, لكنها تمس صورة القوة الصهيونية التي تصدر للعالم, وفي تلك الايام اضطر الكيان الصهيوني للسكوت وعدم الرد, بهدف عدم تحويل الحرب إلى حرب عربية – إسرائيلية, وعدم زيادة التعاطف مع العراق.
كذلك امريكا اليوم لا تريد توسيع الحرب, ولا ترغب برفع معدل التعاطف مع المقاومة الاسلامية, ومتخوفة من الرأي العام الداخلي المعارض لدخول الحرب, لذلك سيكون الرد محدود.
وقد سبقت بعض جهات المقاومة الاسلامية في العراق الضربة الامريكية المتوقعة, بالاعلان الرسمي بتوقيف عملياتها ضد المواقع الامريكية, مما زاد من حيرة الامريكان في طريقة الرد.
• اخيرا:
على المقاومة الإسلامية ان تكون مستعدة للقادم, كي تخسر امريكا عنصر المفاجئة, والذي تعتمد عليه كثيرا أمريكا, فيصبح الامر اقل تاثيرا, مع التفكير بشكل المرحلة القادمة, خصوصا ان الحرب في غزة مستمرة والابادة الجماعية تحت مظلة الحماية الدولية بابشع صورها, نعم مازالت كل الاحتمالات قائمة, والمنطقة على صفيح ساخن.
من هنا وهناك
-
‘المسيحيون العرب في إسرائيل: قراءة هادئة في هوية تبحث عن شراكة عادلة‘ - بقلم : منير قبطي
-
‘الشخير الحاد وانقطاع التنفس الانسدادي‘ - بقلم : د. ناصر عزمي الخياط
-
القيادة الحقيقية.. ثقة ووضوح ودالة متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي ولا العيش في ‘الظل‘
-
‘العنف… حين يختنق المجتمع بصمته ومسؤوليتنا أن نعيد للناس حقهم في الأمان‘ - بقلم: رانية مرجية
-
عمر عقول من الناصرة يكتب: الى اين انتم ماضون بنا؟
-
مقال: ميزانية اسرائيل 2026.. اسرائيل تنتقل من الليبرالية العلمانية الى الدكتاتورية التلمودية! - بقلم: د. سهيل دياب
-
مقال: عملية ‘الأحجار الخمسة‘: دلالات العدوان على طوباس كمقدمة لإعادة تشكيل الضفة الغربية - بقلم : د. عمر رحال
-
‘ بين الواقعية السياسية ووحدة الموقف: اختبار الإرادة الفلسطينية ‘ - بقلم: محمد علوش
-
‘التهجير الصامت : الاحتلال يبتكر أساليب جديدة لتهجير الغزيين‘ - بقلم: د. حسين الديك
-
مقال: بين السلاح وإعادة الإعمار: الغزيون يطالبون بالحياة أولاً - بقلم: الصحافية لارا احمد





أرسل خبرا