الانْتِخَابُ أم الانْتِهَاب ، بقلم : وسام بركات عمري
كما يبدو اننا مُقبلون على فترة معارك انتخابية للبلديات والمجالس العربية حامية الوطيس! في حين ما زالت خطوطنا الدفاعية مهددة من خلفها! حيث لم تبرأ جراحنا بعد، فكيف سنخوض معارك جديدة؟ لست ادري!!!

وسام عمري - صورة شخصية
على كل حال بدأ يضج اذاننا في الاونة الاخيرة الخطاب القديم ، ونرى الحراك الروتيني النمطي المُعتاد، يلوح في الاجواء معلنًا عن حدثٍ عظيم.
قد يعتبر البعض ان الانتخابات في وسطنا العربي: بلاء حلّ علينا ، واخرون : شر لا بُدّ منه، واخرون : اقل الضررين، واخرون : يوم عطلة مليء "بالاكشن"، وربما يقول آخرون: تجربة ديمقراطية ضرورية علينا ان نخوضها كالآخرين ( حظنا ناقص)!.
بعيدًا عن كل الاعتبارات التي ذُكرت والتي لم تُذكر، نقول: يحتاج المترشح للانتخابات بشكل عام لبرنامج انتخابي يكون بمثابة رؤيته المفصّلة عن كيفيّة حل المشاكل الحارقة ، ومن ثم ايجاد طرق لتنمية وتطوير وتحسين بلده وناسه على كافة المستويات. فليعلم جيّدًا هذا المترشح -بدون مجاملات -، انه سيكون هو المسؤول الاول والاخير امام ربه وناسه عند الفشل او التقصير او النجاح …فالحذر الحذر! وانّ احتمال الخسارة في الانتخابات وارد كاحتمال الفوز تماما، فلا يكن منهجك( لعيبها خريبها)!
لا ينبغي لهذا البرنامج أن يكون حِبرًا على ورق ، مرصعًا بكلامٍ جميل وامنيات ورديّة من الخيال ليُعجب به القراء ، او وعودًا انتخابيّة وهميّة ليس لها اساس ولا رصيد … ليُعجب به العوام! بل برنامج حقيقي على اساس متين ..
اولًا : نتبنى مبدأ وقاعدة: كل ما بُني على باطل فهو باطل، اي يجب ان يكون الانتخاب بطريقة سليمة تشاوريّة مُحقة لتنتج رجلًا صاحب ورع وعلم، ويمتاز بالكرم والشجاعة ، وعنده شغف وارادة ، وليس انتهاب ( أَخْذُ الشَّيْءِ قَهْرًا، ومغالبة لأصحابه )! اي ليس من دافع مادي او طائفي او قبلي او عائلي او حزبي!.
ثانيًا : تكوين مجموعة او فريق عمل يكون مهنيًّا مجرّبًا من شخصيّات ليسوا أصحاب مصالح واطماع واهواء .
شرطان هامان لكل مَن أرادَ او" تجرأ" ان يخوض "حوض الانتخابات" . فلا انصح البتة اذا لم يتواجد الشرطان ان يستمر المرشحُ في هذه المعركة لانها ستكون تجربة كارثيّة عليه وعلى مجتمعه!
ثالثًا : دراسة قضايا وهموم الناس التي تُعتبر المستودع الذي يجب أن يأخذ أفكاره منها، ومشاركة اهل البلد في صياغة البرنامج الانتخابي من خلال ورشات وجلسات عديدة مع الناس ليكونوا شركاء من البداية في كل التفاصيل لرفع روح الانتماء لديهم والعمل الجماعي ، وهذا لا يعني تجاهل القضايا المستقبليّة التي تحتاج لرؤية وفكر وتخطيط من اصحاب علم وفكر متنوّر، ثم تنقية الأفكار التي يريد انجازها في فترة زمنيّة محددة مع اليات واقعية لتحقيقها.
وأخيراً تأتي اللمسة الاخيرة وهي طرح هذا العمل الذي كان على مدار اشهر عديدة ، بأسلوب صادق نابع من القلب ، مؤثّر ليصل لعقول وقلوب الناس بشفافيّة تامّة، واختيار توقيتا مناسبا لطرح البرنامج لتحقيق أوسع ترويج وأكبر تأثير ، وبناء قاعدة شعبيّة واسعة تشمل جميع الاطراف دون استثناءات ولا اقصاء لأحد.
كلنا شركاء في هذه العملية
صحيح انه من الضروري لميزانيات لهذا العمل ، ولكن بالتأكيد لن تكون بتكلفة الدعايات التي هي مجرّد وعود برّاقة ، وخُطب حماسيّة ، ومهرجانات انتخابيّة، ومفرقعات ناريّة … لغرض الخداع ، وسحر الأعين ، والتفاخر ، وشراء الذمم ، والرشاوى… بل هي ميزانيات معقولة مباركة لعمل مبارك لهدف مبارك…لانه تكليف وامانة ثقيلة ، وليس انتهاب وتشريف وتفاخر!
صحيح! ولكن الفرق يكمن في أمر واحد، وهو ان البعض يترجم ذلك الايمان والشعور العميق في احداث تغيير فيقوم بالعمل على اصلاح المجتمع وتغييره انطلاقا من قوله تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
بينما تجد الكثير يغرقون في لُجة هذا اليَمِّ متلاطمِ الأمواج ، ويكتفون على مجرد الشكوى والتذمر بلا اي فعل ! وهم للاسف شُركاء في استمرار الفساد ، لذلك لا يجوز أبدًا لِمَن لَم يؤخذ بالاسباب العقلانية التي ذكرناها اعلاه، ورضخ لأهوائه واتبع ما وجد عليه الاباء والاجداد ! أن يشتكي او يتذمر مِن فشل او تقصير البلديات والمجالس في اداء الامانة مستقبلًا!
لأننا زهقنا اجترار نفس الاخطاء …ألمْ يئن للذين فشلوا أن تنتفض عقولُهم للوعي والحكمة ولا يكونوا كالذين ملأت رائحتهم الكريهة المكان.. وهم لا يعرفون؟!.
لا بد من التنويه، اذا لم يحدث اي تغيير فيما ذُكر، وبقيّ الحال كئيبًا على ما هو عليه! ادعو اخوتي اصحاب الرأي الذين قاطعوا انتخابات الكنيست ان يكون عندهم الشجاعة والانصاف الكافي للدعوة والعمل على مقاطعة هذه الانتخابات أيضًا ، لاني اراها اكثر فسادًا ، واكثر ضررًا ،واكثر خيانةً، واكثر تقطيعًا للارحام!. بارك اللهُ بالمخلصين وايّدهم ونصرهم ووفقهم.
من هنا وهناك
-
‘قطرة ماء… سرّ الحياة ومعجزة الخلق‘ - بقلم: سليم السعدي
-
‘المسيحيون العرب في إسرائيل: قراءة هادئة في هوية تبحث عن شراكة عادلة‘ - بقلم : منير قبطي
-
‘الشخير الحاد وانقطاع التنفس الانسدادي‘ - بقلم : د. ناصر عزمي الخياط
-
القيادة الحقيقية.. ثقة ووضوح ودالة متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي ولا العيش في ‘الظل‘
-
‘العنف… حين يختنق المجتمع بصمته ومسؤوليتنا أن نعيد للناس حقهم في الأمان‘ - بقلم: رانية مرجية
-
عمر عقول من الناصرة يكتب: الى اين انتم ماضون بنا؟
-
مقال: ميزانية اسرائيل 2026.. اسرائيل تنتقل من الليبرالية العلمانية الى الدكتاتورية التلمودية! - بقلم: د. سهيل دياب
-
مقال: عملية ‘الأحجار الخمسة‘: دلالات العدوان على طوباس كمقدمة لإعادة تشكيل الضفة الغربية - بقلم : د. عمر رحال
-
‘ بين الواقعية السياسية ووحدة الموقف: اختبار الإرادة الفلسطينية ‘ - بقلم: محمد علوش
-
‘التهجير الصامت : الاحتلال يبتكر أساليب جديدة لتهجير الغزيين‘ - بقلم: د. حسين الديك





التعقيبات