هل نعرف أصلاً معنى الحرية!
" منذ عهد الأنبياء : قال تعالى " ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين….."

تصوير موقع بانيت
خلقنا الله أحراراً والحرية حق من حقوق الحياة هو حق أصلاني.
من أجلها حورب الأنبياء وطالبوا لنيل الحرية وما ننسى ثورة سبارتكوس الذي طالب بحقه الإنساني للخروج من سجن العبودية والذل.
وكذلك هي الحرية في قانون الله " لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"،هي التزام في ممارستها وضبط للفرد بأن لا يتعدى حدوده، هناك قيود على الحرية بأن لا تتعدى على الآخرين وفي غياب الانضباط تضيع المصالح والحقوق ويعم الفساد.
مطامع وجشع الإنسان
نحن الذين نضع حدوداً وتقييداً لحرياتنا وإن أطلقنا العنان لما نسميه "حرية" وأسأنا فهم معناها عندها يكون الضياع وتعم الفوضى أو نصل إلى الفوضى الخلاقة.
مطامع الإنسان جعلته أن يرفض ما وهبه الله بل نقله الجشع إلى مواطن أخرى وجعلته ليكون ذئباً للإنسان.
هل حقاً نستحق الحرية
أعتقد أن الحرية لا تُمنح إلا للأسوياء نفسياً من بعيش حالة سوية مع نفسه لا يؤرقه أمر، لا يبغض ولا يحقد لذلك تمنح الحرية بمفهومها العام وإن شئتم ال المطلق ذلك حتى لا تتحول إلى سلاح مضاد يقتل صاحبه.
للأسف إن الحرية تبرز أسوأ ما فينا، وتخرجه على صفحات التواصل الاجتماعي بشكل سيء، الحرية أبرزت الوجوه بشكل جلي وواضح.
محاولة فرض رأي "الهيمنة الفكرية"
من البديهيات أن لا يعجبني أمر ما وأن لا أؤيد فكرة معينة ولكن لا أملك الحق في فرض رأيي على من لا أحبذ ما يقوم به هذا ما يسمى بالهيمنة الفكرية.
الإرهاب الفكري
إن محاولة فرض الرأي على الاكثرية هذا هو بحد ذاته الارهاب الفكري العلماني! فالوصاية الفكرية هي فرض هيمنة على الآخرين, تباين الافكار أمر طبيعي جداً ولكن دافع التنافس على الكسب الاجتماعي قد يحول الخلاف الى معركة صراع ونزاع، وتستعمل بها اسلحة فتاكة قذرة، كالتبديع والتضليل واسقاط الشخصيات واهدار الحقوق وهتك الحرمات وتزوير الحقيقة لإظهار الآخر بمظهر مختلف.
فمن يحاول فرض رأيه يكون مستعداً لأن يظهر بدور الواعظ همه مجتمعه ولكن في قرارة نفسه هو مضلل يحاول فرض رأيه فيظهرك بأنك لا تعرف ولا تعلم بما يعلم ،فإذا كان الله تعالى قد منح الانسان عقلاً ليفكر به وارادة ليقرر ويختار وليتحمل مسؤولية قراره واختياره فلماذا يحاول الآخرين حرمانك من استعمال هذه المنحة الالهية واستثمارها فيمارسون الوصاية على عقول الاخرين فهم يفكرون نيابة عن الناس وعلى الناس تقبل آراءهم ومن تجرأ على المخالفة ومارس حرية التفكير فله منهم الويل ثم الويل والأذى !! حيث يستعملون كل وسائل الضغط والتنكيل.
الدافع وراء فرض الهيمنة
إن الدافع وراء فرض الهيمنة هو دافع مصلحي بحت، بهدف تحقيق السيطرة واستتباع للذات، ولكن راقبوا ماذا يقولون ويتذرعون بان المصلحة العامة هي نصب اعينهم تضليلاً وزوراً وبهتاناً ... حتى ان الله تعالى لم يفرض الايمان به على خلقة بالاجبار والقوة بل اودعهم عقولاً تقودهم نحوه، ارسل اليهم انبياء يدعون الى الايمان ثم ترك حرية الاختيار" إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا" وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
استعمال الكلمات المنمقة
إن من يمارس الإرهاب الفكري عادة ما يستخدم بادىء ذي بدء الكلمات الجميلة المنمقة يختار الأفضل فيثير المشاعر والعواطف فإذا كتبت ضدهم منشوراً لم يفهمه أو لم يعجبه فيذكرك بتاريخك الرائع ويطلب ألا تنزلق لمثل هذه الكتابات ،وإن لم تعره أي اهتمام يُصعد لهجته كناصح امين( أبلغكم رسالات ربي واني لكم ناصح أمين ) بعيدون كل البعد عن معنى هذه الآية الكريمة.
وإن وجهت النصح
ايضاً ألفت انتباهكم الى امر آخر اذا وجهت لمن يمارس الارهاب الفكري نصحاً وقت النجاح .. يقولون أفلا صبرت !! لماذا نفسد نشوة النصر واذا وجهت نقداً وقت الهزيمة قالوا لك "مش اسه" انتظر لتمر الازمة التي نمر بها، فإذا نبهت لخطر يقولون سحابة صيف عابرة عن قريب تقشع، يبدلون جلودهم وهوياتهم وولاءاتهم همهم انفسهم لا أنت ولا أنا فلا نشغل في عقولهم أية مساحة، يرهبون علناً وسراً يدخلون الحيز الخاص ويحادثونك ويرهبونك لكي تقف معهم ،يعتقدون أن الحق معهم يدور معهم أينما ذهبوا والصالح العام طوع بنانهم لا يحدده غيرهم فلهم الحق في أن ينتقدوا من يشاؤون ويستفسروا ممن يشاؤون فيحددون أوقات الذم والمديح والتهجم والطعن والتأليه هم يختارون أوقات الصمت والكلام المباح وعدم المباح يختارن اوقات البغض والحب والكره بإعتقادهم انهم هم أعلم من غيرهم، بإختصار هذا هو الارهاب العلماني يرهبون الناس الدين لا يسيرون وفق طوع بنانهم.
لن نستغرب أن تم تقييد حريتنا
لا نعرف كيف نضع حدودا للحرية متى تبدأ متى تنتهي نتعدى الخطوط الحمراء، ننتظر العقاب لنعرف بأن هناك حدوداً للحرية! عندما نعرف كيفية كبح جماح استعمال مفهوم الحرية بمعناه الضيق لذلك لن نخرج إلى مفهومها الأوسع.
فلا تستغربوا أن يأتي من يضع الحد للحرية.
وأخيراً: إذا أراد العرب الحرية والمزيد من الحريات، فعليهم أولاً أن يثوروا على أنفسهم وعاداتهم وما يحملوه في داخلهم وان يعرفوا ما المسوح وما الممنوع.
من هنا وهناك
-
‘قطرة ماء… سرّ الحياة ومعجزة الخلق‘ - بقلم: سليم السعدي
-
‘المسيحيون العرب في إسرائيل: قراءة هادئة في هوية تبحث عن شراكة عادلة‘ - بقلم : منير قبطي
-
‘الشخير الحاد وانقطاع التنفس الانسدادي‘ - بقلم : د. ناصر عزمي الخياط
-
القيادة الحقيقية.. ثقة ووضوح ودالة متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي ولا العيش في ‘الظل‘
-
‘العنف… حين يختنق المجتمع بصمته ومسؤوليتنا أن نعيد للناس حقهم في الأمان‘ - بقلم: رانية مرجية
-
عمر عقول من الناصرة يكتب: الى اين انتم ماضون بنا؟
-
مقال: ميزانية اسرائيل 2026.. اسرائيل تنتقل من الليبرالية العلمانية الى الدكتاتورية التلمودية! - بقلم: د. سهيل دياب
-
مقال: عملية ‘الأحجار الخمسة‘: دلالات العدوان على طوباس كمقدمة لإعادة تشكيل الضفة الغربية - بقلم : د. عمر رحال
-
‘ بين الواقعية السياسية ووحدة الموقف: اختبار الإرادة الفلسطينية ‘ - بقلم: محمد علوش
-
‘التهجير الصامت : الاحتلال يبتكر أساليب جديدة لتهجير الغزيين‘ - بقلم: د. حسين الديك





أرسل خبرا