رجال رحلوا عنا وذكراهم لم ترحل
ها نحن قد إقتربنا من توديع شهر رمضان بنهاره وبلياليه العطرة الرائعة. ها نحن على مقربة من توديع شهر القران والصبر والتقوى والمغفرة والرحمة.

المربي محمد صادق جبارة - تصوير: موقع بانيت
يمضي رمضان بعد أن أحسن فيه أُناس وأساء اخرون، يمضي وهو شاهد لنا أو علينا، شاهد على صيامنا وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه.
لحظات ذهبية قبل إنقضاء اخر أيام شهر رمضان، شهر الخيرات والبركات، فلنعمرها بذكر الله والاستغفار، ونحن اليوم في السادس والعشرين من شهر رمضان، ولا ندري هل نعيش للعام القادم، فلنشد العزائم ولنبقي الهمم عالية، ولا نك كالبعض الذين ما ان يغادرهم الشهر الفضيل تركوا الصلاة والعبادة... وهاي هي أيام اقبلت لا تدري ما يغفر لنا فيها فراحل ومرتحل عنه وقابل ومقبل عليه.
في هذه الايام تذكرت مشايخنا في البلدة، تذكرت رجال الدين، تذكرت التواشيح ووداع رمضان، تذكرت العابنا في شهر رمضان، تذكرت العادات الطيباوية في هذا الشهر الفضيل، والأهم من ذلك محبة الاخرين وحسن الجيرة وتفقد الولايا عدا عن العبادات المفروضة علينا في هذا الشهر الفضيل.
" شخصيات تركت بصمات "
في مقالي هذا لا بد من ان اتحدث عن بعض الشخصيات الدينية تركت بصماتها في بلدتنا وبالأخص هذه الشخصيات من عائلة " الشيخ علي " وهذه العائلة هي بطن من بطون المصاروة، من صفاتهم التواضع ومحبة الناس والكرم وخدمة الناس، وأخص بالذكر مشايخهم الراحلين. حقيقة انها عائلة كريمة مسالمة، تربطني علاقة وطيدة مع عدة اصدقاء منهم .
هي عائلة رافقت المولود منذ ولادته حتى مماته، فالداية " أم حسني " حرم المرحوم الشيخ عبد الكريم الشيخ علي هي ( المُوَلِدَة )، والشيخ عبد الكريم الشيخ علي، هو المأذون، والمرحوم محمود الخطيب (ابو عصام ) هو الذي يقوم بعملية تغسيل الميت وتكفينه، وكل ذلك لخدمة الانسان الطيباوي لوجه الله.
هذه العائلة لعبت دورا هاما في القضايا الدينية في الطيبة. فمنهم الإمام ومنهم المؤذن والمأذون ومنهم من يقوم بعملية تغسيل الميت وتكفينه ومنهم المسؤول عن الاحتفالات كالاحتفال بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم من كان في فرقة الأناشيد الدينية ومنهم من كان المسؤول عن فرقة الطبول والأبواق، ومنهم من كان المسؤول عن زيارة المقامات لسيدنا علي والنبي صالح، ومنهم المسؤول عن صيانة المقابر وقراءة القران والدعاء للميت يوم الخميس .
" أيام لا تنسى "
وأنا اتحدث عن هذه المواضيع من ناحية تراثية وليس دينية لبعض العادات التي ذكرتها فالمرحوم الشيخ عبد الكريم الشيخ علي هو الامام الأول في مسجد عمر بن الخطاب، وهو المأذون. كان المرحوم تقيا حنونا فاذا خطب بالمصلين بكى من شدة ورعه في الدين. أما ابنه المرحوم الشيخ سامي الخطيب فهو المأذون وهو المراسل للصحف العربية وهو العضو في فرقة الاناشيد الدينية في الطيبة وهو الحلاق الماهر .
أما المرحوم الشيخ محمود الخطيب ( ابو عصام ) فهو الامام والمؤذن وهو الذي يقوم بعملية تغسيل وتكفين الميت وهو قارئ القران صاحب الصوت الحنون، كان المرحوم خلوقا متواضعا فهو الحلاق الذي يتجمع في صالون الحلاقة عنده، من الصباح الباكر، المسنون ليستمعوا لحديثه الجميل, ولا بد من ان نذكر انه عمل كثير من ابناء العائلة بمهنة الحلاقة.
اما المرحوم يوسف مصاروة ( ابو العبد ) فكان ايضا مؤذناً في شهر رمضان وهو جار المسجد والخياط الماهر صاحب الصوت الحنون . ولا بد ان نذكر صاحب الصوت الجميل الشجي المرحوم مصطفى الشيخ علي ( ابو درويش ) مؤذن مسجد عمر بن الخطاب الذي ابدع بأناشيده الدينية والتسابيح، خاصة قبل اذان صلاة الفجر .
أما المرحوم راتب الشيخ علي ( ابو العبد) القائم على فرقة الطبول والأبواق (العِدة ) والمسؤول عن فرقة الأناشيد الدينية والاحتفالات الشعبية والموالد في البيوت وفي المساجد التي تنثر العديد من المدائح التي تتناول شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه ومقامه عند الله.
لا انس تلك الايام الجميلة في أواخر شهر رمضان عندما كنا صغارا نذهب لنصلي في المسجد وبعد صلاة العشاء تبدأ فرقة الاناشيد بالتواشيح لوداع رمضان كما كنا نترقب هذه الساعات لمشاركة فرقة الأناشيد بالتواشيح وعلى رأسهم الشخصيات التي ذكرناها فرحين بالأناشيد عبر مكبرات الصوت .
مرة اخرى انا اتحدث عن العادات التي كانت منتشرة في بلدتنا من ناحية تراثية وربما البعض ينظر الى هذه العادات من جانب اخر .
تقبل الله صيامكم وكل عام وانتم بخير

الصور من كاتب المقال المربي محمد صادق جبارة











من هنا وهناك
-
‘الشخير الحاد وانقطاع التنفس الانسدادي‘ - بقلم : د. ناصر عزمي الخياط
-
القيادة الحقيقية.. ثقة ووضوح ودالة متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي ولا العيش في ‘الظل‘
-
‘العنف… حين يختنق المجتمع بصمته ومسؤوليتنا أن نعيد للناس حقهم في الأمان‘ - بقلم: رانية مرجية
-
عمر عقول من الناصرة يكتب: الى اين انتم ماضون بنا؟
-
مقال: ميزانية اسرائيل 2026.. اسرائيل تنتقل من الليبرالية العلمانية الى الدكتاتورية التلمودية! - بقلم: د. سهيل دياب
-
مقال: عملية ‘الأحجار الخمسة‘: دلالات العدوان على طوباس كمقدمة لإعادة تشكيل الضفة الغربية - بقلم : د. عمر رحال
-
‘ بين الواقعية السياسية ووحدة الموقف: اختبار الإرادة الفلسطينية ‘ - بقلم: محمد علوش
-
‘التهجير الصامت : الاحتلال يبتكر أساليب جديدة لتهجير الغزيين‘ - بقلم: د. حسين الديك
-
مقال: بين السلاح وإعادة الإعمار: الغزيون يطالبون بالحياة أولاً - بقلم: الصحافية لارا احمد
-
‘الاستشراق الرقمي: كيف تصنع وسائل الإعلام الغربية شرقاً جديداً ؟‘ بقلم: الدكتور حسن العاصي





التعقيبات