ورغم أن أغلب هذه العلامات طبيعية وتختفي مع الوقت، إلا أن عدم معرفة الأم بمعناها يجعل القلق يسيطر عليها منذ الساعات الأولى بعد الولادة.
في هذا التقرير يأخذك الدكتور حسن عبد العليم أستاذ طب الأطفال عبر مجموعة من العلامات الأكثر شيوعًا التي تُشاهد على جسم المولود، وما تعنيه كل علامة؛ ما بين كونها طبيعية لا تحتاج سوى الصبر، وأخرى تحتاج لاستشارة طبية.

العلامات الغريبة.. طبيعية

يولد الأطفال ببشرة حسّاسة وتتغير بسرعة، وقد تظهر عليها بقع أو ألوان أو تورّمات تبدو مخيفة، لكنها في الحقيقة مجرد مراحل طبيعية في تطور بشرتهم وأجسامهم. غالباً كل ما تحتاجه الأم هو الهدوء والصبر، ومعرفة العلامات التي تستدعي الملاحظة فقط، من تلك التي تستوجب زيارة الطبيب.

فهم هذه العلامات يساعدك على الاعتناء بطفلك بثقة أكبر، ويمنحك الطمأنينة في الأيام الأولى المليئة بالمشاعر والدهشة والتهدئة المستمرة.

والأهم عليك: تقسيم العلامات إلى أربع مجموعات رئيسية يسهل على كل أم تذكّرها والتعامل معها: تغيّر اللون، اختلافات الملمس، علامات مرتبطة بالموقع، ثم التغيرات الناتجة عن عملية الولادة نفسها.

كيف تحافظين على رطوبة بشرة الرضيع.. ؟هل تعرفين خطواتها؟

أولاً: تغيّر اللون: ماذا يخبرك لون بشرة المولود؟

لون بشرة المولود هو أكثر ما يلفت نظر الأمهات في اللحظات الأولى، وقد يختلف اللون من ساعة لأخرى خلال اليوم الأول وحتى الأسبوع الأول، بعض هذه التغيرات طبيعي تمامًا، وبعضها يتطلب انتباهاً إضافياً.

اللون الأزرق أو البنفسجي

ازرقاق اليدين والقدمين، تلاحظ بعض الأمهات أن أطراف الطفل تبدو زرقاء أو باردة بعض الشيء، وهذا أمر شائع جدًا في الأيام الأولى، ويحدث بسبب عدم نضج الدورة الدموية بعد، وغالبًا يتحسن بمجرد تدفئة الطفل أو عند الهدوء، هذا النوع من الزرقة لا يستدعي القلق.

الزرقة حول الشفاه أو اللسان، هذا النوع مختلف؛ لأن اللون المزرق ظاهرًا حول الفم أو على اللسان أو ربما كان يشمل الوجه، وهذه علامة لا يجب تجاهلها، وقد تشير لمشكلة في التنفس أو في وصول الأكسجين للجسم، وهنا يجب مراجعة الطبيب فورًا.

الاصفرار (اليرقان أو الصفرة)

يُعد اليرقان من أكثر العلامات شيوعًا بين المواليد، والصفرة التي تبدأ من الوجه ثم تنزل للجسم بعد اليوم الثاني،

هذه الصفرة غالبًا طبيعية، وتظهر لأن الكبد عند المولود لم ينضج بعد بما يكفي للتخلص من البيلي روبين، وعادةً تتحسن تدريجيًا مع الرضاعة الجيدة وتقدّم الأيام.

الصفرة التي تظهر خلال أول 24 ساعة، أو تستمر لأكثر من أسبوعين، هذا النوع يحتاج تنبّهًا أكبر؛ لأنه قد يشير إلى مشكلة في الكبد أو اضطراب في الدم. في هذه الحالات يفضّل تقييم الطفل طبيًا.

الجلد المرقّط أو المائل للرخام

بعض الأطفال تبدو بشرتهم كأنها مرقّطة بلون فاتح وداكن، خاصة عند البرد، هذا طبيعي ولا يستمر لفترات طويلة، ويختفي عند تدفئة الطفل،

لكن إذا استمر المظهر لفترات طويلة أو كان مصحوبًا بخمول أو مشاكل في الرضاعة، يُفضّل استشارة الطبيب.

البقع الوردية أو الحمراء

هذه العلامات شائعة جدًا، وتظهر عادة على الجبين، أو الجفون، أو خلف الرقبة. تُعرف أيضًا ب "لسعة اللقلق" أو "قبلة الملاك". هي آمنة تمامًا، ولا تسبب أي مشكلة، وغالبًا تتلاشى تدريجيًا خلال العامين الأولين.

البقع الداكنة الحمراء أو البنفسجية

هذه العلامات لا تختفي مع الوقت، لأنها ناتجة عن توسّع أوعية دموية تحت الجلد، إذا ظهرت على الوجه أو كانت كبيرة الحجم أو موجودة على منتصف الجسم، فالأفضل أن تُقيّم طبيًا؛ لأنها قد تكون مرتبطة بحالات تستدعي المتابعة.

ثانيًا: اختلافات الملمس على البشرة

تزوّدنا بشرة المولود بكثير من الإشارات عبر ملمسها ومظهرها؛ بعض الأطفال يولدون بجلد ناعم ومخملي، والبعض الآخر قد يظهر عليه نتوءات أو بقع.

الشامات الوعائية الحمراء

هذه الشامات ليست موجودة بالضرورة عند الولادة، بل تبدأ بالظهور خلال الأسابيع الأولى، ثم تنمو تدريجيًا قبل أن تبدأ بالاختفاء لاحقًا. هي غالبًا غير خطيرة، لكنها تحتاج متابعة إذا ظهرت قرب العين أو الأنف أو الفم أو في منطقة قد تعيق التنفس أو الرؤية.

البقع البنية أو قهوة بالحليب

ظهور بقعة أو اثنتين شيء غير مقلق، لكن إذا كانت كبيرة أو عديدة، فقد تحتاج الأم لاستشارة الطبيب لاحقًا لأنها أحيانًا ترتبط بأمراض وراثية معينة، وفي معظم الحالات تكون مجرد علامة جلدية غير مؤذية.

الحبوب البيضاء الصغيرة

هذه النقاط الصغيرة على الأنف أو الخدين واحدة من أكثر العلامات شيوعًا لدى حديثي الولادة، ولا يجب الضغط عليها أو فركها؛ فهي تختفي من تلقاء نفسها خلال أسابيع.

تقشّر الجلد

بعد عدة أيام من الولادة، قد يبدأ جلد المولود الجديد بالتقشّر، خاصة في اليدين والقدمين، هذا طبيعي تمامًا، وقد يكون أكثر وضوحًا لدى الأطفال المولودين بعد موعدهم، وهنا الترطيب اللطيف يساعد، لكن في الغالب لا يحتاج الأمر إلى أي علاج.

الكدمات أو العلامات غير المبرر

الكدمات ليست شائعة عند المولود، خصوصًا إذا لم تكن ناتجة عن ولادة صعبة، وإذا ظهرت كدمة دون سبب واضح، يجب استشارة الطبيب لأنها قد تكون علامة على مشكلة في التخثّر أو إصابة أو عدوى.

ثالثًا: العلامات المرتبطة بالمكان

أي علامة كبيرة في هذه المنطقة، خصوصًا الوحمات الوعائية أو الوحمات القرمزية، قد تؤثر على العين أو التنفس في حال كانت كبيرة أو نامية، لذلك تحتاج للمتابعة، أما البقع الوردية الخفيفة، فهي شائعة جدًا وتختفي مع الوقت.

خط منتصف الظهر

وجود شامة أو ثقب صغير أو تغير جلدي واضح في هذه المنطقة تحديدًا قد يكون له علاقة بالحبل الشوكي،ولهذا السبب، يجب تقييم الحفر الجلدية العميقة أو الوحمات المتوسطة والكبيرة في هذا الموقع.

أسفل الظهر أو الأرداف

تُعد البقع الزرقاء — المعروفة بالبقع المنغولية — شائعة جدًا، خاصة لدى الأطفال ذوي البشرة الداكنة.هي غير خطيرة وتختفي بمرور السنوات، لكن من المهم للأطباء توثيقها حتى لا تُفسر خطأً على أنها علامة إصابة.

حول العينين والجفون

البقع الوردية هنا طبيعية، لكن أي ورم وعائي قرب العين يستحق المتابعة لأنه قد يؤثر على الرؤية.

رابعًا: تغيّرات ناتجة عن الولادة

عملية الولادة نفسها تترك أثرًا على جسم الطفل، سواء وُلد طبيعيًا أو قيصريًا. بعض هذه العلامات قد تبدو مخيفة لكنها طبيعية تمامًا.

شكل الرأس المخروطي أو الطويل، يحدث عند الأطفال المولودين طبيعيًا بسبب ضغط قناة الولادة على الجمجمة.

يتغير الشكل تدريجيًا خلال الأيام الأولى، ويعود إلى الوضع الطبيعي دون أي تدخل.

التورّم الليّن على فروة الرأس، هذا التورّم سطحي ويختفي في غضون يوم أو يومين، ويظهر غالبًا بسبب ضغط أثناء الولادة.

التورّم الأكثر صلابة، هو تجمع دموي تحت عظمة الجمجمة، يستغرق أسابيع أو حتى أشهر ليختفي، مع أنه قد يبدو مقلقًا، لكنه غالبًا لا يشكل خطورة.

انتفاخ العينين أو الوجه، من النتائج الطبيعية للولادة، خاصة الولادة الطويلة. تختفي سريعًا خلال أيام.

الفقاعات أو البثور الناتجة عن مصّ الأصابع في الرحم، يولد بعض الأطفال ومعهم بثور صغيرة على اليد أو الذراع بسبب مصّ أصابعهم داخل الرحم، هي آمنة وتختفي تلقائيًا.

كيف تتعامل الأم مع هذه العلامات؟

راقبي العلامة يومًا بعد يوم دون قلق مفرط.

لا تستخدمي أي كريمات أو زيوت دون استشارة.

التقطي صورًا للتغيرات لتساعد الطبيب عند الحاجة.

إذا ترافق تغيّر الجلد مع أعراض مثل الخمول أو ضعف الرضاعة أو الحمى، يجب تقييم الطفل.

تصوير Tomsickova Tatyana-shutterstock

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ