logo

‘محمد الطفل الصغير والكاهن وشجرة الميلاد‘ - بقلم: زهير دعيم

موقع بانيت وقناة هلا
08-12-2025 22:00:49 اخر تحديث: 12-12-2025 21:49:19

جاء من بلدةٍ بعيدة ، طفلٌ صغيرٌ يُدعى محمد تحمله جدّته بحنان لا يخبو ، لم يحمل هديّة … بل حمل قلبًا نابضًا بالدّهشة ، وبسمات وزّعها في ليلة شتائية في كلّ الجهات ، جاء عبلّين البلدة الجميلة القابعة كما الخال على خدّ الجليل..

صور من زهير دعيم

وأخذ محمد الطفل الآتي من بعيد ، ينظر إلى الشجرة التي تستعدّ لتشعّ نورًا ، وتخبر عن ميلاد طفل السماء يسوع ..  
جاءَ وعيناه تسألان عن سرّ هذا العيد . لم يكن يعرف الكثير عن يسوع …  

لكن الكاهن الجميل الأب سابا الحاج رآه في حضن جدّته فابتسم ، اذ رأى البراءة تغمر كيانه وتعيش في حناياه فدنا من الجدّة ، وحمله بمحبةٍ دافئة وحنان فائقٍ ، ورفعه كما رُفع الطفل الإله في مذود المحبّة . وهمس في قلبه الصغير: انت نور ايضًا - انت البراءة والطفولة الجميلة ... أنت وكل أطفال العالم أحبّاء السماء.

وعاد الطفل الى حضن جدته وهو يرنو بعُجبٍ الى أضواء الشجرة تتراقص وتلمع وتشعّ، فتألّقت عيناه بدهشة الطفولة ، وسرت في جسده الجميل قشعريرة لم يعرفها من قبل... هي محبةٌ نزلت من السماء، لا كهرباء ولا زينة.

وهمست الجدّة في اذنه : هذا هو يسوع ، طفل المغارة ، جاء من بعيد لأجلك .. فابتسم محمد الطفل الجميل ، وكأنه ادرك ان هذا العيد ليس شجرةً فقط ، بل قلبًا يفتح ابوابه للنّور ولكلّ البَّشَر من كل لونٍ وشعبٍ وأُمّة .