مقال | هؤلاء أسلافي : المرحوم محمد عبد الغني حاج يحيى - الطيبة
عزيزي القارئ أكتب اليوم عن شخصية اجتماعية سياسية، ألا وهي شخصية المرحوم محمد عبد الغني حاج يحيى ( أبو العبد ). كان المرحوم رجلاً من خيرة الرجال

في الطيبة ساهم في تطوير البلدة بصفته عضواً نشيطاً في السلطة المحلية وسكرتير مجلس العمال اللوائي .
أحب الناس فأحبوه لتواضعه واحترامه للآخرين وحقيقة إنه الصديق المخلص لكل من عرفه عمل في المجلس المحلي، وكان نشيطاً في كافة لجانه منذ تأسيسه أًنتخب لعضوية المجلس المحلي منذ عام 1955 م حتى عام 1983 م وفي هذه الدورة وافته المنية في تاريخ 28.2.83
رافق كل مشروع حيوي وعمراني في الطيبه أقامه المجلس المحلي حيث عمل مع الرعيل الأول من الرؤساء والأعضاء في السلطة المحلية على بناء مستقبل أفضل لبلدة الطيبة .
ولد المرحوم أبو العبد في قرية الطيبة عام 1923 م، وتلقى علومه الابتدائية فيها ثم التحق بمدرسة طولكرم الثانوية ولظروفه العائلية فقد قطع دراسته وخرج إلى معترك الحياة فاشتغل في الحقل التجاري وفي عام 1947 م ترك يافا التي عمل فيها سنين طويلة ليعود إلى مسقط رأسه حيث نذر نفسه لخدمة مجتمعه .
الحركة العمالية
عمل المرحوم في الحركة العمالية حيث أصبح القائد العمالي بكل معنى الكلمة منذ عام 1949 م وترأس إتحاد العمال العرب في اسرائيل وناضل من أجل انضمام العمال العرب للهستدروت كأعضاء متساويين في الحقوق والواجبات وكان المناضل من أجل حصول العمال العرب على حقوقهم حتى في ظروف الحكم العسكري الصعبة . وعمل كذلك من أجل رعاية الشباب بفتح النوادي الثقافية لهم ولم ينسى تطوير الخدمات الصحية إلى أن أصبحت بمستواها اللائق نلمسه اليوم في بناية صندوق المرضى " كوبات حوليم " المركزية.
حدثني أحد المربين فقال بأن المرحوم أنشأ مكتبة في الهستدروت تحوي على عدة كتب أدبية وعلمية وقصص عالمية وكنت أتناول كل أسبوع كتاباً أقرأه وأعيده للمكتبة فالمرحوم له فضل كبير علينا حيث لا توجد مكتبات في البلدة وأيضاً الوضع الاقتصادي صعب لشراء الكتب كان له الفضل في إقامة مجلس عمال الطيبه الذي انتخبه سكرتيراً له ، وظل يشغل هذا المنصب إلى أن وافاه الأجل المحتم .
كان المرحوم يحب المساعدة فإنه صديق الفقير والمحتاج وكان من عاداته مساعدة المسنين ومعالجة قضايا الناس الفردية التي لا تمت لعمله بصلة فأي بيت في بلدتنا لم يقم أبو العبد بخدمة أفراده ؟ وأي شيخ لم يقم أبو العبد بحل مشاكله لدى مؤسسات التأمين الوطني ليضمن له الحياة الكريمة ؟
يقول المرحوم عبد الرازق أبو راس في رثاء المرحوم أبو العبد في ذكرى الأربعين :
ترعى حقوق العاملين مبـرهناً ان الوظيفة واجبــاً وتفاني
كم قلـــت أواه إنـــــي متعـــب ولكن سأظـل في الميـــدان
سأواصل السعي الكريم ببلدتي لتفوز بالإصلاح والعمران
" المرحوم لم يعرف الخصام والكراهية "
كان المرحوم محبوباً بين أبناء بلدته لا يعرف الخصام ولا الكراهية كان مسالماً مجاملاً كريماً يضع أمامه دائماً مخافة الله لذلك من عرفه كان يسمعه يقول أنا أعمل من أجل ربي حتى ولو على حساب صحتي . كان المرحوم مثقفاً أديباً يشارك الناس بأفراحهم وأتراحهم لذلك كان محبوباً بين عائلات البلدة وبين عائلته فكان من القيادات الاجتماعية والسياسية في عائلته حاج يحيى وفي البلدة عامةً .
كان المرحوم هادئاً يبتسم للصغير والكبير لطيفاً متواضعاً وهذا ما لمسته لدى ابنته الكبرى سميحة أم مطاوع أطال الله في عمرها فهي تملك عدة صفات جيدة من أبيها ، أشكرها على تزويدي بالصور المحتفظة بها حتى الآن .
اننا نثمن عالياً النوعية المميزة من الرجال الذي يرحلون عنا والذين سطروا بمواقفهم تاريخاً مليئاً بالأعمال من أجل بلدتنا ستبقى ذكراك راية مشرعة في سماء بلدتنا الغالية .
توفي المرحوم يوم الاثنين 1983/2/28 وهو إن غاب عنا جسداً فإن روحه وأعماله ستظل باقية بيننا ما بقي الدهر .
رحم الله الفقيد و أسكنه جناته .


اجتماع عام في مبنى الهستدروت
المرحومان أبو العبد و ابنه أبو علاء
اجتماع عام في مبنى الهستدروت

جلسة في مبنى المجلس المحلي ويظهر في الصورة رئيس المجلس المحلي المرحوم عبد الرحيم حاج ابراهيم والمرحوم ابو العبد و الاعضاء الآخرين منهم المرحوم أحمد صالح بلعوم و حسن عازم أبو ابراهيم

المربي محمد صادق جبارة
من هنا وهناك
-
‘الشخير الحاد وانقطاع التنفس الانسدادي‘ - بقلم : د. ناصر عزمي الخياط
-
القيادة الحقيقية.. ثقة ووضوح ودالة متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي ولا العيش في ‘الظل‘
-
‘العنف… حين يختنق المجتمع بصمته ومسؤوليتنا أن نعيد للناس حقهم في الأمان‘ - بقلم: رانية مرجية
-
عمر عقول من الناصرة يكتب: الى اين انتم ماضون بنا؟
-
مقال: ميزانية اسرائيل 2026.. اسرائيل تنتقل من الليبرالية العلمانية الى الدكتاتورية التلمودية! - بقلم: د. سهيل دياب
-
مقال: عملية ‘الأحجار الخمسة‘: دلالات العدوان على طوباس كمقدمة لإعادة تشكيل الضفة الغربية - بقلم : د. عمر رحال
-
‘ بين الواقعية السياسية ووحدة الموقف: اختبار الإرادة الفلسطينية ‘ - بقلم: محمد علوش
-
‘التهجير الصامت : الاحتلال يبتكر أساليب جديدة لتهجير الغزيين‘ - بقلم: د. حسين الديك
-
مقال: بين السلاح وإعادة الإعمار: الغزيون يطالبون بالحياة أولاً - بقلم: الصحافية لارا احمد
-
‘الاستشراق الرقمي: كيف تصنع وسائل الإعلام الغربية شرقاً جديداً ؟‘ بقلم: الدكتور حسن العاصي





التعقيبات